2025-07-31 10:07:58
في ظاهرة ملفتة للنظر، شهدت السنوات التسع الأخيرة غيابًا تامًا للاعبي المنتخب الأرجنتيني عن صفوف قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة. فبعد إغلاق سوق الانتقالات الصيفية (الميركاتو) في 2 سبتمبر/أيلول الماضي، تأكد هذا الاتجاه الغريب في عالم كرة القدم.

تاريخ من النجومية الأرجنتينية
لطالما كانت الأرجنتين مصدرًا للنجوم الذين أبهروا الجماهير في إسبانيا. كان آخر تعاقد لريال مدريد مع لاعب أرجنتيني في 2010 عندما انضم أنخل دي ماريا القادم من بنفيكا، والذي غادر لاحقًا إلى مانشستر يونايتد عام 2014. أما برشلونة فكان خافيير ماسكيرانو آخر تعاقد أرجنتيني له عام 2010 من ليفربول، قبل أن يغادر إلى الدوري الصيني عام 2018.

استثناء ميسي وقاعدة جديدة
رغم وجود ليونيل ميسي - الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم - في صفوف برشلونة، إلا أنه حالة خاصة كونه تخرج من أكاديمية النادي (لاماسيا). أما بقية التشكيلة فخالية من المواهب الأرجنتينية، وهو أمر غريب نظرًا للتاريخ الطويل الذي يربط الناديين بالنجوم الأرجنتينيين.

محاولات فاشلة وأسباب متعددة
شهدت فترات الانتقالات الأخيرة إشاعات عن اهتمام الناديين ببعض المواهب الأرجنتينية مثل:- إيزيكييل بالاسيوس (ريفر بلايت)- ماورو إيكاردي- باولو ديبالا- إستيبان أندرادا (حارس مرمى)
لكن كل هذه الصفقات لم تكتمل، بينما فضل الناديان التعاقد مع مواهب برازيلية مثل فينيسيوس جونيور ورودريغو.
تحليل الظاهرة
هناك عدة عوامل تفسر هذا التحول:1. العامل الاقتصادي: أصبحت الأسماء الأرجنتينية باهظة الثمن مقارنة بمواهب من دول أخرى.2. سياسة الأندية: توجه الناديان نحو استثمارات أكثر أمانًا في مواهب شابة من جنسيات أخرى.3. منافسة الدوري الإنجليزي: الذي أصبح جاذبًا رئيسيًا للنجوم الأرجنتينيين.4. تغير أولويات المدربين: مع تطور أنماط اللعب، أصبحت بعض الخصائص التي يتميز بها اللاعبون الأرجنتينيون أقل طلبًا.
مستقبل العلاقة
رغم هذا الغياب الحالي، يبقى التاريخ حافلاً بإنجازات النجوم الأرجنتينيين في إسبانيا، من هيغواين وسافيولا في ريال مدريد إلى ريكيلمي وميليتو في برشلونة. والسؤال الآن: هل سنشهد عودة للأسماء الأرجنتينية إلى قمتي الكرة الإسبانية قريبًا؟ أم أن هذه الظاهرة ستستمر في السنوات القادمة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.