2025-08-13 10:37:31
أصبحت ظاهرة الشغب الجماهيري في ملاعب كرة القدم بقطاع غزة مصدر قلق كبير للجهات الرياضية والمجتمع المحلي، حيث تتكرر حوادث العنف والإساءات اللفظية وإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة على أرض الملعب، بل وصل الأمر إلى حد الاعتداء الجسدي على الحكام، كما حدث مؤخراً عندما أُصيب الحكم المساعد محمد خطاب بقنبلة صوتية ألقاها أحد المشجعين خلال مباراة بين اتحاد الشجاعية واتحاد خانيونس، مما أدى إلى إيقاف المباراة وتغريم الفريق المتسبب.

ويرى عبد السلام هنية، عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، أن التعصب الرياضي ليس حكراً على غزة، بل هو ظاهرة عالمية ناتجة عن الانتماء القوي للجماهير لفرقها. لكنه يشدد على ضرورة توعية المشجعين بخطورة أعمال الشغب، التي لا تضر بالفريق فحسب، بل قد تؤدي إلى عقوبات تهدد مصدر رزق اللاعبين والجهاز الفني.

من جهته، يرى الخبير الرياضي علي أبو حسنين أن أسباب تفشي الشغب متعددة، منها ضعف إدارة الأندية، وعدم انتماء اللاعبين لفرقهم، بالإضافة إلى التعصب الجغرافي والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب في القطاع المحاصر، مما يدفعهم إلى تفريغ طاقاتهم السلبية في المدرجات. كما ينتقد أبو حسنين سوء حالة الملاعب وافتقارها للمقومات الأساسية، مما يزيد من حدة التوتر أثناء المباريات.

أما محمد العمصي، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، فيؤكد أن الاتحاد يتعامل بصرامة مع حالات الشغب وفقاً للوائح الدولية، مشيراً إلى أن العقوبات تتراوح بين الغرامات المالية ونقل المباريات وحتى إقصاء الفرق المتورطة. ويحذر من خطورة استمرار هذه الظاهرة، خاصة مع تزايد الاعتداءات اللفظية وتخريب العشب الصناعي، مما يهدد مستقبل الرياضة في غزة.
في ظل هذه التحديات، تبرز الحاجة إلى تعاون جميع الأطراف، من اتحادات وأندية وجماهير، لاحتواء هذه الظاهرة عبر التوعية وتطوير البنية التحتية وفرض عقوبات رادعة، حتى تظل كرة القدم وسيلة للترفيه والتآخي بدلاً من أن تتحول إلى ساحة للعنف والفوضى.